مرحلة جمع المصادر والمراجع

مرحلة جمع المصادر والمراجع

تعرف مرحلة جمع المصادر والمراجع بمرحلة جمع الوثائق أو التوثيق وتتسم هذه المرحلة بالتفتيش المستمر عن المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع البحث، و سيتم التعريف بهذه المرحلة من خلال المحور الأول في حين سيخصص المحور الثاني لكيفية التعامل العلمي مع الوثائق.

المحور الأول: إطار مفاهيمي حول مرحلة جمع المصادر والمراجع.

من أجل التعرف على مرحلة جمع المادة العلمية ينبغي تعريف الوثائق العلمية وكذا مصطلح المصادر والمراجع والتفرقة بينهما مع الوقوف على أهم أنواع المراجع والتعرف على أماكن الحصول عليها.

أولا: تعريف الوثائق العلمية

الوثائق العلمية هي كل المصادر والمراجع الأولية والثانوية التي تتضمن المعلومات والحقائق والمعارف المرتبطة بموضوع البحث، فالوثائق العلمية هي المادة الأولية لأي بحث علمي.

وفي هذا الصدد ينبغي تعريف كل من المصادر والمراجع.

1- تعريف المصادر

المصادر أو المراجع الأولية الأصلية هي أقدم ما يتضمن المعلومات حول الموضوع ومن  قبيل المصادر في مجال العلوم القانونية

  • المواثيق الوطنية والدولية
  • الدساتير والقوانين والأوامر والمراسيم والقرارات
  • الإتفاقيات والمعاهدات الدولية
  • المذكرات الإيضاحية للقوانين
  • الإحصائيات الرسمية والبيانات.

2 – تعريف المراجع

المراجع أو المصادر الثانوية هي التي يعتمد مؤلفها على معلومات مستقاة من المصادر الأساسية، إذ تتم الدراسة بناء على تحليل وشرح ونقد ما تضمنته المصادر من معلومات ومن قبيل المراجع في مجال العلوم القانونية

  • الكتب التي تتضمن القوانين بالشرح على غرار شرح القانون المدني مثلا.
  • المقالات المنشورة بالمجلات.
  • الرسائل والمذكرات.

ثانيا: التقسيمات المختلفة للوثائق العلمية

تنقسم الوثائق العلمية بالنظر إلى تقسيمات مختلفة إلى عدة أنواع هي:

1- تقسيم المصادر والمراجع بالنظر إلى طبيعتها:

وتنقسم إلى المصادر المراجع بالنظر إلى هذا المعيار إلى مصادر نظرية وأخرى عملية

* المصادر والمراجع النظرية وفي مقدمتها الكتب والمجلات القانونية المتخصصة التي تتضمن مقالات قانونية والتعليق على القرارات القضائية.

* المصادر والمراجع العملية ومن أمثلتها الإستبيان والمقابلة.

– الإستبيان

هذا النوع من الأدوات يمكن الباحث من الحصول على معلومات من أرض الواقع وهذا عن طريق إعداد ما يسمى باستمارة الإستبيان التي يضمنها الباحث جملة من الأسئلة التي تخدم موضوع بحثه ويقدمها للجمهور من أجل الإجابة عنها فإذا كانت إستمارة الإستبيان تخص شريحة عمرية معينة أو سكان منطقة ما فهنا نكون أما إستبيان مغلق أما إذا وجهت للجمهور عامة فنكون أما إستبيان مفتوح.

غير أن وسائل وأدوات الحصول على المعلومة لا تقتصر على الملاحظة، المقابلة، الإستبيان والعينة وإنما تتسع لتشمل العديد والمصادر والمراجع و التي سيتم التفصيل فيها لاحقا خلال المحور الثالث.

 - المقابلة

تعتبر المقابلة وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومة وتتم عادة بين الباحث وشخص أو عدة أشخاص ممن يشغلون وظائف أو مكلفين بهام ذات صلة بموضوع الباحث، وقد يتحصل الباحث على المعلومات شفاهة كما يمكن إفادته ببعض المعلومات في شكل مكتوب، وتعتبر المقابلة من الوسائل المهمة لجمع المعلومات لأنها تنصب على حقائق ومعلومات مستقاة من الجانب التطبيقي للموضوع وصادرة عن أهل الخبرة والتخصص.

وفي هذا الصدد يتعين على الباحث إختيار الشخص الذي يجري معه المقابلة بدقة و أن لا تكون مجرد مقابلات عشوائية.

2- تقسيم المصادر والمراجع بالنظر لأهميتها

 تقسم المصادر والمراجع بالنظر إلى هذه الزاوية إلى مصادر ومراجع عامة وأخرى متخصصة.

* المراجع العامة: وهي تلك الدراسات والبحوث التي تشكل المبادئ العامة لأي بحث قانوني، فاختيار موضوع يندرج ضمن تخصص معين يفرض على الباحث الإحاطة بالمبادئ والقواعد العامة للموضوع.

* المراجع المتخصصة: وتنقسم إلى نوعين المصدر أو المرجع الذي يتعلق بموضوع البحث بطريقة غير مباشرة كأن يتعلق موضوع البحث بالعقود الإدارية بصفة عامة أو أن يكون المصدر أو المرجع يتعلق بموضوع البحث بصفة مباشرة كأن يكون كأن يتعلق بفسخ العقد الإداري وهو نفسه عنوان البحث.

ثالثا: أماكن الحصول على المصادر والمراجع القانونية

يمكن للباحث في مجال العلوم القانونية الحصول على المصادر والمراجع من أماكن مختلفة مثل:

- المكتبات العامة الوطنية والدولية.

- الجريدة الرسمية

- مؤسسات النشر الوطنية والدولية.

- مكتبات الكليات والمعاهد والمكتبات التجارية

- مواقع الأنترنيت حيث أصلح الكمبيوتر عن طريق ربطه بشبكة الأنترنيت يساعد الباحث على الإتصال بمختلف الجامعات في العالم ومكتباتها وباحثيها وطلب المعلومات بشأن البحث المراد إعداده.

المحور الثاني: التعامل العلمي مع المصادر والمراجع

بعد عملية جمع المراجع المتعلقة بالبحث يقوم الباحث بترتيبها وفقا لأهميتها تليها مرحلة قراءة هذه المصادر والمراجع.

أولا: القراءة مفهومها وأهدافها

القراءة عملية ذهنية منظمة ومعقدة تشترك فيها مجموعة من الحواس والأعضاء والعمليات العقلية، فالقراءة ليست عملا تلقائيا سهلا بل هي فن له أساليبه وشروطه الخاصة.

وتهدف القراءة أساسا إلى:

* التعمق في فهم الموضوع والتحكم في جوانبه المختلفة.

* إكتساب معارف لغوية وفنية.

* إكتساب الأسلوب العلمي المنهجي.

* القدرة على تحليل المعلومات.

ثانيا: ضوابط القراءة

من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة من القراءة يجب أن تتم هذه العملية الذهنية في ظل احترام جملة من الضوابط أهمها:

- تهيئة الجو الملائم للقراءة وهذا من خلال إختيار المكان والزمان المناسب للقراءة، اذ يتعين على الباحث تجنب القراءة عندما يكون مجهدا نفسيا أو جسديا وعليه أن يبادر بالقراءة خلال أوقات نشاطه حين يكون مستعدا ذهنيا ونفسيا للتركيز، كما أن اختيار المكان المناسب الذي يسوده الهدوء له دور في الرفع من مستوى التركيز والفهم لدى الباحث.

- يجب أن تتم القراءة بهدوء وإدراك وتفكير وتمحيص للموضوعات.

- يجب على الباحث التدقيق في المصطلحات القانونية التي تم توظيفها من قبل المشرع أو  فقهاء القانون.

ثالثا: مراحل القراءة

يمكن تقسيم القراءة بالنظر إلى مستوى تركيز الباحث وتمحيصه للمعلومات إلى:

1 – القراءة السريعة الكاشفة

وتسمى أيضا بالقراءة الأستطلاعية أو الخاطفة والتي هي قراءة أولية لعناوين الكتب والدوريات و أيضا الإطلاع على فهارس المصادر والمراجع كما يمكن أن تشمل أيضا الإطلاع على عناوين الفصول والمباحث، الخطة، الملخص / المقدمة و الخاتمة.

والهدف من القراءة السريعة يتمثل أساسا في:

- البحث عن مدى ارتباط المصادر والمراجع بموضوع البحث مع تحديد دورها وأهميتها بالنسبة لكل جزء في البحث.

- تمكن القراءة السريعة الباحث من تقدير أهمية المصدر أو المرجع لبحته فيستبعد المراجع غير المهمة وتلك التي لا تخدم موضوع بحثه ويبقي على ما يخدم بحثه.

2 – القراءة العادية

بعد تصنيفها إلى مراجع مهمة وأخرى لا تخدم الموضوع يباشر الباحث المطالعة العامة والشاملة للمراجع التي تم الإستقرار عليها في القراءة السريعة.

- وتهدف هذه القراءة إلى الفهم الجيد والدقيق لموضوع البحث ومعرفة كل التفاصيل والجزئيات المتعلقة به.

- تسجيل كل المعلومات والأفكار المتعلقة به مع القيام بعمليات الإقتباس اللازمة.

3 – القراءة المعمقة أو المركزة.

وتسمى أيضا بالقراءة الفعلية لكون الباحث يباشر قراءة متأنية ودقيقة للموضوعات التي تخدم بحثه وهذا النوع من القراءة يتطلب تركيزا ودقة وتمعنا لكونها الأساس الذي يرتكز عليه البحث.

ويهدف هذا النوع من القراءة إلى:

- الإلمام بجميع جوانب الموضوع وفهمها فهما دقيقا متعمقا.

- الكشف عن أبعاد الموضوع وتوضيح أفكاره وبلورة رؤية علمية سليمة بشأنه.

- الوصول إلى أفكار جديدة تعبر عن أرائه وتفسيراته وانتقاداته لأراء غيره.

رابعا: حفظ تخزين المعلومات المستمدة من المصادر والمراجع

أثناء قراءة الباحث للمصادر والمراجع يقوم بتخزين وتدوين جميع المعلومات المتعلقة بموضوع بحثه وتتعدد طرق التخزين وتتنوع بين الطرق التقليدية لحفظ المعلومات والطرق الحديثة للتخزين.

1- الطرق التقليدية لحفظ وتخزين المعلومات

تتمثل هذه الطرق أساسا في طريقة البطاقات وطريقة الملفات.

* طريقة البطاقات الورقية: يقوم الباحث بتدوين المعلومات على بطاقات من الورق المقوى يتضمن أعلى كل بطاقة المعلومات المتعلقة بالمولف من إسم و لقب وعنوان الكتاب، دار النشر سنة النشر، يلد النشر ة الصفحة، كما تتضمن البطاقة المعلومات والأفكار المقتبسة من المرجع أو المصدر.

و من أهم مزايا هذه الطريقة أنها تحقق للباحث السهولة في الرجوع للمعلومات والإطلاع عليها كما تساهم هذه الطريقة في الإلتزام بالأمانة العلمية. 

غير أن هذه الطريقة تعتبر غير عملية و تعرضت للإنتقادات نظرا لصعوبة نقل البطاقات لأماكن عمل الباحث كالمكتبات كما أنها تستغرق بعض الجهد والوقت.

* طريقة الملفات الورقية: ويتم تدوين المعلومات على أوراق عادية مثقوبة من الجانب و تجمع في حافظة لها ماسكة حديدية لمسك الأوراق المثقوبة، ومن أهم فوائد طريقة الملفات أنها تمكن الباحث من الرجوع بسهولة ويسر إلى الملاحظات والمعلومات عند تحريره لبحثه.

2 – الطرق الحديثة في حفظ وتخزين المعلومات

* طريقة الملفات الإلكترونية: ويتم تدوين المعلومات في الحاسوب على شكل بطاقات في صفحات "وورد" أو باستعمال الماسح الضوئي أو نسخ النصوص مباشرة من المواقع الإلكترونية بالنسبة للمراجع والمصادر الإلكترونية ولصقها في المكان المناسب.

ومن مزايا هذه الطريقة أنها توفر الجهد والوقت للباحث غير أن الملفات المحفوظة بهذه الطريقة معرضة للضياع بسبب فيروسات التي تصيب برامج الحاسوب لذا يفضل وضعها في أقراص مرنة أو إعادة إرسالها للبريد الإلكتروني تجنبا لتلفها.

المرجع:

  1. أ. عديد أمينة، محاضرات في مقياس منهجية البحث العلمي، المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف -ميلة- الجزائر، السنة الجامعية 2021/2022، 

google-playkhamsatmostaqltradent