مذكرة ماستر: الحماية القانونية للطفل من التحرش اللفظي والجسدي بين النصوص الدولية والتشريع الجزائري PDF
جامعة العقيد
أكلي محند أولحاج – البويرة –
الموضوع: الحماية
القانونية للطفل من التحرش اللفظي والجسدي بين النصوص الدولية والتشريع الجزائري
من إعداد
الطالب(ة): عساس عبد الحليم | مصطفاوي نبيلة
السنة
الجامعية: 2022 / 2023
مقدمة
كرم الله عز
وجل الانسان بالعقل الذي يميز به الخير من الشر، وخلق معه الغريزة والشهوة في
الأكل والشرب والجنس، وحاجته اليها طبيعة بشرية مفطور عليها منذ أن خلقه الله عز
وجل، حيث نجد جميع الاديان والحضارات القديمة ضبطت هذه الشهوة، فلا يصرف الانسان
في الاكل والشرب حتى يتخم او يبذر او يسرق قوت الاخرين، كما أبيح للإنسان الزواج
حتى يلبي حاجيته من الرغبة الجنسية، فجميع هذه الغرائز لم تترك دون قيود أو
قوانين.
ومع تطور
الحالي على مستوى العالم ظهرت العديد من جرائم الاعتداءات الجنسية الصريحة
والضمنية، والتي من بينها ظاهرة التحرش اللفظي والجسدي الواقع على فئة الضعفاء من
المجتمع، ولعل أضعف حلقة في تركيبة المجتمع هي فئة الاطفال، فهم عرضة للإعتداء
الجنسي والتحرشات التي تخدش فطرتهم السليمة، فهذه الظاهرة محل انتشار على المستوى
الدولي والمحلي.
حيث أولى المجتمع الدولي على غرار التشريعات الداخلية أولوية قصوى لموضوع التحرش على الاطفال من خلال سن العديد من الاتفاقيات الدولية التي تحرص على حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال وتحرش اللفظي والجسدي الجنسي، كما انتهجت الجزائر سياسة صارمة في التصدي لهذه الظاهرة عبر مختلف القوانين، بداية من قانون الاسرة ودوره في حماية الاسرة والطفل، ثم بقانون العقوبات بمختلف التعديلات الخاصة به في شؤون حماية الاطفال من ظاهرة التحرش وتوقيع الجزاء على الجناة، وصولا الى قانون حماية الطفل 15/12 الذي نظم جميع مسائل حماية الطفل من جميع الاخطار التي قد تقع له.
تظهر أهمية
الموضوع والدراسة في تسليط الضوء على الحماية القانونية التي أحاط بها المجتمع
الدولي والتشريع الجزائري لهذه الفئة الهشة داخل المجتمع من خطر التحرش اللفظي
والجسدي.
ومن هذا
المنطلق يجب طرح الاشكالية التالية: كيف تم تكريس حماية
الاطفال من التحرش اللفظي والجسدي في الصكوك الدولية، والى أي مدى وفق المشرع الجزائري
في الوفاء بهذه الالتزامات الدولية في مواجهة الظاهرة؟
حيث أن اسباب
اختيار الموضوع بدرجة أولى شخصية، حيث تم عرض علي هذا الامر عن طريق ولي قاصر في
فتره التربص في مهنة المحاماة عام 2017، أراد من خلال هذا معرفة جدوى تقديم شكوى
بشخص راشد يتبع إبنه كل يوم في طريق عودته إلى البيت مع التحرش بإبنه القاصر وصدور
من الشخص الراشد عبارات وايحاءات تحمل معاني جنسية.
وكذا بدرجة لا
تقل أهمية عن الأسباب الشخصية، هناك أسباب موضوعية حيث تسليط الضوء على هذه
الظاهرة الاجتماعية الدخيلة وفحصها من وجهة نظر القانون ومعرفة مدى نجاعة النصوص
التشريعية الدولية والجزائرية في التصدي وحماية الطفل من ظاهرة التحرش اللفظي
وجسدي، ويمكن تلخيص هذه الأسباب في:
- معرفة
النصوص التشريعية الدولية والاحاطة بالسياسة التشريعية التي عالجت جريمة التحرش
بالأطفال بشكل عام.
- الاحاطة
بجميع الإجراءات القانونية التي كفلها المشارع الجزائري في مجال حماية الطفل من
التحرش اللفظي والجسدي.
بالإضافة إلى
ان الدراسات السابقة في هكذا موضوع منعدمة تماما، ويقتصر فقط على تناول الظاهرة
بشكل عام غير مفصل دون التطرق إلى كل صورة من صور التحرش الجنسي على الاطفال، فقط
نذكر بعض الدراسات السابقة لي: إبتسام إبراهيم شحل، التحرش اللفظي وغير اللفظي
داخل الوسط الجامعي، كذلك دراسة أكمل يوسف السعيد يوسف، الحماية الجنائية للأطفال
من الإستغلال الجنسي، وايضا بن تركية نصيرة، إستغلال الطفل في المواد الاباحية بين
الحضر الدولي والتجريم الوطني، لكن ما يعاب عليها انها دراسات عامة غير مفصلة
لموضوع التحرش الجنسي للأطفال بكل صوره وهو الامر الغير مفهوم خاصة مع التطور التكنلوجي
الحاصل اليوم وظهور صور جديدة كالتحرش الالكتروني وأثره على الطفل.
نهدف من خلال
هذه الدراسة إلى تنوير الرأي العام وخاصة الأولياء وتعريفهم خطر
الإعتداء الجنسية والتحرش اللفظي والجسدي الذي قد يتعرض له أبنائهم في محيطهم
المعيشي، ثم معرفة السبل القانونية التي تكفل لهم حماية أبانئهم في حال وقعوا ضحية
هذا الجرم.
إعتمدنا
منهجين إثنين في دراسة الموضوع وهما: المنهج
التحليلي وهذا من خلال التطرق وتحليل ومعرفة النصوص الدولية القانونية على المستوى
الدولي والداخلي في الجزائر وبعض البلدان العربية في إطار ذات الجريمة.
المنهج
المقارن وهذا من خلال إستعراض النصوص التشريعية لظاهرة التحرش اللفظي والجسدي على
الأطفال ومعرفة الإختلاف بينهما.
كما لاقتنا
العديد من الصعوبات في جمع المادة العلمية المتخصصة لانجاز المذكرة كون هذا
الموضوع من الطابوهات التي يرفض الكثير من الباحثين والاكاديمين التطرق اليها
واقتصار أغلب المراجع التي تطرقت الى ظاهرة التحرش الجنسي بشكل عام دون معالجة
ظاهرة التحرش اللفظي والجسدي والتدقيق فيها.
اعتمدنا في دراسة
لموضوع حماية الطفل من التحرش اللفظي والجسدي على الكتب العامة الجزائرية والعربية،
مع الإستناد إلى الرسائل والأطروحات المنشورة في هذا المجال، كذلك المقالات
العلمية المنشورة في المجلات.
قسمنا بحثنا الى فصلين، الفصل الاول إستعرضنا مسالة التحرش اللفظي والجسدي وكذا أليات التي أوجبها المجتمع الدولي من أجل الحماية اللازمة في هذا الشأن، كما نتناول في الفصل الثاني وجهة نظر التشريع الجزائري من خلال الدراسة في النصوص التشريعية الخاصة في حماية الطفل من التحرش وكذا الاليات والسبل التي خصصها من أجل توفير الحماية القانونية للطفل من التحرش اللفظي والجسدي.